الأربعاء، 5 أغسطس 2009

تداعيات الحب الأول .. جدا

تقول الأغنية الجميلة

حوا وادم لما اتقابلوا.. سوا ف الجنة
ما عرفناش من أول لحظة.. قالوا ايه لبعض
تحت التنية أو الجميزة.. قالها ادم خطوة عزيزة
وجايز اتوتر... والا اتخض
كان وحداني ف كون رباني..كان مشتاق للجنس التاني
وشاف في منامه.. بشاير الوعد
* * *

أول زفة وأول فرحة.. حوا اتزفت من غير طرحة
من غير مهر وشرط ف عقد
خطي يا توتة ده اا ملكوتك والحدوتة فشجرة توتك
واحنا يا دوب.. ف بداية العرض
* * *
حوا اتكسفت من تسبيه والااتخدت من تكشيرته
ومن نظرات الشوق والصد
ايوة اخترتك ومفيش غيرك
نفس مصيري هو مصيرك
وحنتعذب سوا ع الارض
* * *
أول زفة وأول فرحة.. حوا اتزفت من غير طرحة
من غير مهر وشرط ف عقد
خطي يا توتة ده اا ملكوتك والحدوتة فشجرة توتك
واحنا يا دوب.. ف بداية العرض
* * *

الحكاية أن آدم لما خلق.. خلق وحيدا في جنة الله الواسعة، ولم يخفف من وحدته "ما يشتهيه الأنفس وتلذ الأعين"، فكانت الوحشة أول ألم يلم به ، والرفقة أول رغبة تعتريه ، والسكن أول مطلب يطلبه من ربه، وكانت أول حقيقة يتعلمها هي أن الجنة من غير ناس .. ما تنداس .. !

كان وحداني ف كون رباني..كان مشتاق للجنس التاني
وشاف في منامه.. بشاير الوعد
* * *
وكانت حواء، وكان الحب الأول على ظهر البسيطة، الحب الأول هنا على الحقيقة المطلقة، بكل ما تحمله من معان، وليس على المجاز، في الأنجليزية يستخدمون تعبير "الأول جدا" the very first وهو تعبير موفق للتعبير عن الإطلاق في الابتداء. ترى كيف كان شكل الحب الأول؟

حوا وادم لما اتقابلوا.. سوا ف الجنة
ما عرفناش من أول لحظة.. قالوا ايه لبعض
تحت التينة أو الجميزة.. قالها ادم خطوة عزيزة
وجايز اتوتر... والا اتخض

* * *
والله – عز وجل – يجب له إجمالا كل كمال يليق بذاته المقدسة، ويجب له تفصيلا ما نسب إليه في الكتاب والسنة من صفات الجمال والجلال. ومن هذه الصفات ما يحمد للمرء أن يتخلق به، كالكرم والعدل والرحمة، ومنها ما يختص به الله، فلا يجوز للعبد أن يتعداه، قال الله: الكبرياء ردائي، والعظمة إزاري، فمن نازعني في واحدة منهما قسمته ولا أبالي.
والإنسان في سعيه المستمر نحو الكمال، ينظر لصفات الله، فيتخلق بها، ويدعي لنفسه ما جاز له أن يدعيه منها وما لم يجز، إلأ أنه يتوقف كثيرا عند فكرة الفردية، بل إنها – يخلاف بقية الصفات – محل خوف منه واستعاذة. ولذلك دعا زكرياء ربه قائلا: "رب لا تذرني فردا" وسمع النبي عليا يقول "اللهم أغنني عن الناس" فقال يا علي، لا تدع على نفسك"
إذن فالله فرد، وآدم أيضا كان فردا، ولكن الفردية في حق آدم نقص جدير بالاستعاذة، وفي حق الله كمال جدير بمقام الإلوهية، ذلك أن الله ليس فردا فقط، ولكنه فرد صمد. والصمد هو الذي يستغتني بنفسه عن من سواه. فهو المستغني عن كل شيء وهو الذي يفتقر إليه كل شيء.
* * *
والفرد يظل فردا إلى أن يظهر له قرين، فيصبح زوجا، وزوج وزوج يكونان زوجين، والزوجية هو الوحدة التي بني عليها هذا الخلق "ومن كل شيء خلقنا زوجين" وهي عامة مطردة في الانسان وغيره" فسبحان الذي خلق الأزواج كلها مما تنبت الارض ومن انفسكم ومما لا تعلمون"، ومن نكات اللغة أن "زوج" في الأغلب الأعم لا تؤنث، أو لا يظهر عليها التأنيث، فهو زوج وهي زوج، في إشارة لغوية رقيقة إلى أنهما نصفين يكونان معا وحدة واحدة هي وحدة "الزوجين" هذه. ومن هنا فالنفس لا تهدأ حتى تجد زوجها التي\الذي خلق(ت) منهـ(ا) ولهـ(ا) "ليسكن إليه\إليها" ومعهـ (ا).
وآه من كلمة "يسكن" هذه
إنها التجسيد اللغوي القرأني لأقصى درجات الكمال الإنساني المتمثل في لحظة اللقاء المقدسة.
* * *
ومن هنا يظهر الفرق بين واحدية الإنسان العاجز إلى غيره، ووحدانية الله القائم بذاته، والألف والنون المفرقة بين لفظي الواحدية والوحدانية هي وسيلة العربية لإضفاء صبغة فخيمة على صيغة المصدر الصناعي، كما نقول في النسب إلى روح روحاني ثم: روحانية، ورب رباني: ربانية، وعقل عقلانية ثم – مؤخرا – علم علمانية
ولو أننا في العامية المصرية نستخدم لفظة وحداني للإشارة إلى "وحيد" ومنه أغنية عبد الوهاب الشهيرة حين قال له عازلوه أن حبييه قد "هان الود عليه" وأنه "نسيه وفات قلبه وحداني" فرد قائلا: "بشتمتوا ليه؟ هو افتكرني عشان ينساني"

يا لها من قاسية..!
* * *
وعلى ذكر الحبيبة القاسية، فمن أشد ما قرأت من قصص الحب على قلبي المرهف، حكاية ابن زيدون وولادة، والسبب ، أن مصدر شهرتها على خلاف قصص الحب المألوفة، ليس أنها بنيت على تراجيديا تحدي الحبيبين للقدر الذي أبى إلا أن يفرق بينهما، ولكن مصدر شهرتها هو قسوة الحبيبة ولادة، وعدم وفائها.
وولادة هذه كانت بنت الخليفة، فلما مات فجرت وانفجرت، وتبدت للرجال، وكتبت على كتفها بماء الذهب
أنا والله أصلح للمعالي ... وأمشي مشيتي وأتوه تيها
وأمكن عاشقي من صحن خدي... واعطي قبلتي من يشتهيها
وهو كما ترى نوع فاجر من (التاتو) كان سيروق للأخت بريتني سبيرز كثيرا .. فقط لو كانت في فصاحة ولادة
الخلاصة أن ولادة كانت امرأة فاجرة، ولكنها أوقعت المسكين على أنفه، فهام بها عشقا، وكان التنائي بعد التداني
* * *
وقد تكون القسوة من جانب الرجل، فكم من فارس شديد البأس ظن أن الحب أمرا لا يليق بالجال، فتراه عصي الدمع شميته الصبر، وكأنه الهوى ليس له نهي عليه ولا أمر، ولكنك إذا ما نظرت في أمره، لوجدته كذاب أشر، فهو في الحقيقة مشتاق، وعنده لوعة، ولكن مثله لا يذاع له سر
طبعا كذاب

الجمعة، 16 يناير 2009

تحت الإنشاء